✅ تجنیس الموالید داخل المملكة العربیة السعودیة: النظام، الشروط، والاستثناءات القانونیة

🏛️ مقدمة
یُعد موضوع تجنیس الموالید في السعودیة من أكثر القضایا التي تُثير الفضول، خاصة بین المقیمین الذین وُلدوا ونشأوا داخل المملكة.
فبینما تمنح بعض الدول الجنسیة تلقائیًا بالولادة على أراضیها، فإن النظام السعودي یعتمد على مبدأ الدم (Jus Sanguinis) لا على مبدأ الأرض (Jus Soli).
أي أن الطفل لا یُمنح الجنسیة السعودیة إلا إذا كان والده سعوديًا، مع وجود استثناءات نظامیة وإنسانیة تسمح بمنحها لفئات محددة وفق معاییر دقيقة.
⚖️ أولًا: النظام القانوني لتجنیس الموالید
ینظم منح الجنسیة السعودیة نظام الجنسیة الصادر عام 1374هـ، والذي یُعد المرجع الأساسي في تحدید من یُعتبر سعوديًا.
تنص المادة السابعة على أن السعودي هو:
“من وُلد داخل المملكة أو خارجها لأب سعودي، أو لأم سعودیة وأب مجهول الجنسیة أو لا جنسیة له.”
كما تُعطي المادة الثامنة الحق للمولود داخل المملكة من أم سعودیة وأب غیر سعودي في التقدم بطلب الجنسیة بعد بلوغه سن الرشد، إذا استوفى الشروط المحددة من وزارة الداخلیة.
🔹 الولادة داخل المملكة لا تمنح الجنسیة تلقائيًا، بل تخضع لتقدير الدولة وفق الحالة ومدى ارتباط الطفل بالمجتمع السعودي.
👨👩👧 ثانیًا: الفئات التي یمكن منحھا الجنسیة السعودیة
بحسب اللوائح التنفیذیة، یُمنح حق التجنیس للفئات الآتیة:
- المولود من أم سعودیة وأب غیر سعودي، بشرط:
- أن یكون الأب مقیمًا إقامة نظامیة.
- أن یعیش الطفل في المملكة حتى بلوغ سن الرشد.
- المولود من أب مجهول أو عديم الجنسیة، بشرط أن یولد داخل أراضي المملكة.
- الأطفال مجھولو الأبوین (اللقطاء)، ویُعاملون معاملة السعودیین منذ تسجیلهم بالأحوال المدنیة حتى يثبت خلاف ذلك.
🟢 تُراجع كل حالة من قبل وزارة الداخلیة وتُدرس وفق المعايير النظامیة والإنسانیة قبل الموافقة على منح الجنسیة.
📋 ثالثًا: شروط تجنیس المولود من أم سعودیة وأب غیر سعودي
عند بلوغ الابن سن الثامنة عشرة، يمكنه التقدم بطلب رسمي للحصول على الجنسیة إذا استوفى الشروط الآتية:
- أن یكون قد وُلد وعاش في المملكة إقامة دائمة ومتواصلة.
- أن یكون حسن السیرة والسلوك وخاليًا من أي سجل جنائي.
- أن یُجید اللغة العربیة تحدثًا وكتابة.
- أن یُقدّم الطلب خلال سنة من بلوغه سن الرشد.
- أن یكون والده الأجنبي مقیمًا إقامة نظامیة وقت الولادة.
📝 تقوم لجنة مختصة في وزارة الداخلیة بدراسة الطلب ومراجعة السجلات الأمنية والاجتماعية قبل رفع التوصية النهائية للجهات العليا.
🧮 رابعًا: نظام النقاط في تقییم طلبات التجنیس
یُستخدم في المملكة نظام النقاط لتحدید مدى استحقاق المتقدم للجنسیة، ویُقيَّم بناءً على:
- الإقامة المستمرة لعشر سنوات داخل المملكة: 10 نقاط
- الحصول على مؤهل عالٍ (طب، هندسة…): 13 نقطة
- وجود قرابة من سعوديين (أم أو زوجة): 10 نقاط
🔸 یُشترط عادةً الحصول على 23 نقطة كحد أدنى للنظر في الطلب، مع استیفاء باقي الشروط القانونیة.
👶 خامسًا: تجنیس الأطفال مجھولي الأبوین
تولي الدولة عناية خاصة بالأطفال الذین لا یُعرف والداهم:
- یُسجَّلون في الأحوال المدنیة كـ”سعودیین مؤقتًا”.
- یُمنحون اسمًا رسميًا وجمیع الحقوق الصحیة والتعلیمیة والاجتماعیة.
- عند بلوغهم سن الرشد، تُمنح لهم الجنسیة السعودیة ما لم يظهر دليل على انتمائهم لجنسیة أخرى.
❤️ هذا يعكس البعد الإنساني للنظام السعودي الذي يوازن بين القانون والرعاية الاجتماعية.
🚫 سادسًا: الحالات التي لا تُمنح فیھا الجنسیة
لا تُمنح الجنسیة في الحالات التالية:
- إذا كان الأب معروفًا ويحمل جنسیة أخرى.
- إذا غادر الطفل المملكة لفترات طويلة.
- إذا كانت إقامة الأسرة غیر نظامیة.
- في حال وجود سجل جنائي أو تقديم بیانات غیر دقيقة.
🖥️ سابعًا: خطوات التقدیم الرسمیة على الجنسیة
1️⃣ الدخول إلى منصة وزارة الداخلیة (أبشر) ضمن خدمات الأحوال المدنیة.
2️⃣ تعبئة نموذج الطلب بدقة.
3️⃣ إرفاق المستندات المطلوبة:
- شھادة الميلاد.
- ھویة الأم السعودیة.
- إثبات الإقامة الدائمة.
- شھادة حسن السیرة والسلوك.
4️⃣ رفع الطلب إلكترونیًا وانتظار دراسة اللجنة المختصة.
5️⃣ في حال القبول، یُستدعى المتقدم لتوقیع الإقرارات واستكمال التسجیل كمواطن سعودي.
👁️ ثامنًا: الرؤیة القانونیة والإنسانیة للنظام
یهدف النظام السعودي إلى تحقیق توازن بین الھویة الوطنیة والاعتبارات الإنسانیة، حیث:
- لا يُفتح باب التجنیس على مصراعيه حفاظًا على التوازن الديمغرافي.
- لكنه يمنح الفرصة للفئات التي أصبحت جزءًا من النسيج الاجتماعي السعودي.
- التجنیس في جوهره حق منضبط قانونيًا وليس استثناء مفتوحًا.
🏁 خاتمة
إن تجنیس الموالید في السعودیة لیس إجراءً شكليًا بل عملیة قانونیة دقيقة تقوم على معايير الجدارة والاستحقاق.
فالولادة داخل المملكة لا تعني الحصول على الجنسیة تلقائيًا، لكنها تفتح باب الأمل لمن استوفى الشروط النظامیة والسلوكیة.
ومع التحول الرقمي في خدمات وزارة الداخلیة، أصبحت الإجراءات أكثر شفافية وسرعة وعدالة، مما يعكس حرص الدولة على تطبيق النظام بروح الإنصاف والإنسانية.
لا تعليق